أعلان الهيدر

الأربعاء، 8 أغسطس 2012

الرئيسية انيس منصور عن الدكتور مصطفى محمود

انيس منصور عن الدكتور مصطفى محمود

بقلم‏:‏ أنيس منصور
1 نوفمبر 2009

كان يوقع مقالاته التي تنشرها أخبار اليوم بالحرفين م‏.‏ م‏…‏ وكنت أضحك وأقول إما أن تكون ماري منيب‏..‏ أو مارلين مونرو‏..‏ وكنت أندهش كيف أن عالما يكتب بهذه السلاسة والجمال ثم لا يذكرون اسمه‏.‏
وكان مصطفي محمود‏..‏ يرحمه الله‏.‏

فقد أوتي علما غزيرا‏..‏ وأسلوبا بليغا‏..‏ فإذا كتب في الطب فهو أديب جميل العبارة‏..‏ وإذا كتب في الأدب فهو سريع قاطع العبارة‏..‏ إنه أبو حيان التوحيدي الجديد‏..‏ فيلسوف الأدباء‏..‏ وأديب الفلاسفة‏.‏


وكان مصطفي محمود قد اختار لنفسه مجلات واسعة في الطب والكيمياء والفلك‏..‏ وكان يستعين بالصورة الجميلة في برنامج العلم والإيمان‏..‏ أو العلم يهدي إلي الإيمان‏..‏ أو الإيمان علي أساس علمي‏.‏

وكان مصطفي محمود مجتهدا‏..‏ وكان اجتهاده يضايق رجال الدين‏..‏ مع أنه كان يلمس الدين لمسا رقيقا ثم لمسا عميقا‏..‏ ثم لمسا شديدا‏..‏ وحار الناس في علمه وفي إيمانه‏..‏ ووجد نفسه مفصولا من عمله لأنه كافر‏.‏

وفي الوقت نفسه فصلت أنا أيضا من عملي‏.‏

وقبل ذلك التقينا فوق السطوح في حفل زفاف ابن بواب مكتبة الجامعة‏..‏ وهو يغني لكارم محمود وأنا أغني لعبد الوهاب‏.‏

وبعد سنوات التقينا مرة أ خري في مكتب د‏.‏ عبد القادر حاتم‏,‏ وقال لنا‏:‏ السيد الرئيس يأمر بالعودة إلي الكتابة‏!‏

ولم يقل لنا لماذا فصلنا من العمل‏..‏ ولماذا عدنا‏!‏ إنه آخر لقاء بيننا‏..‏ وكانت تهمته‏:‏ الكفر بالدين‏..‏ وأنا بالسيد الرئيس‏!‏

يرحم الله د‏.‏ مصطفي محمود طبيب الأدباء‏..‏ وأديب الأطباء‏!‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.