أعلان الهيدر

الجمعة، 31 يوليو 2015

الرئيسية رواية رماد الشرق للمؤلف واسينى الاعرج

رواية رماد الشرق للمؤلف واسينى الاعرج

رماد الشرق - تأليف: واسيني الأعرج
تنفتح رواية "رماد الشرق" في جزئها الأول: خريف نيويورك الأخير على مشهدية إنفجار البرجين التوأمين، وعلى جاز، برفقة صديقته ميترا
وهو يصرّ على الإنتهاء من سيمفونيا تخلد جدّه الذي اخترق القرن العشرين، وعاش كل الحروب التي جعلت الوطن العربي على ما هو عليه اليوم




من إعدام الأحرار الذين قاوموا العثمانيين وآلة جمال باشا السفاح، إلى فجيعة سايكس بيكو والجغرافيا الجديدة التي فرضتها
إلى إنهيار الثورة العربية، إلى قضية فلسطين، إلى الدكتاتوريات العربية وحروبها الخاسرة... 
وصولاً إلى إنفجار البرجين التوأمين الذي ختم دورة القرن منهياً عصراً بكامله
جاز موسيقي أمريكي من أصول عربية، ترك الطب في وقت مبكر ليتفرغ للموسيقى
قبل أن يعود له من جديد تضامناً مع ضحايا إنفجار البرجين التوأمين. 
يفاجأ جاز في المستشفى بنشوء عنصرية لم يعهدها من قبل، تخترق المجتمع الأمريكي وتكبله 
لكن إصراره على الإستماع إلى قصة جدّه في توليدو الأمريكية وتجسيدها موسيقياً، تُصَالِحُهُ مع تاريخ خفي بعيد إكتشافه من خلال الموسيقى. 
في الجزء الثاني من رواية: "رماد الشرق / الذئب الذي نبت في البراري"، يواصل جاز البحث في هوية كانت دفينة 
من خلال مسار جدّه الحياتي، وعبر عناصر السيمفونية التي يقوم بتركيبها قطعة قطعة قبل أن تتشكل نهائياً؛ من حاضره الأمريكي القاسي الذي يعتبره عربياً ومسلماً معادياً بسبب الهجوم الإرهابي على البرجين، إلى حكايات جدّه بابا شريف، يعيد بناء صورة بداية القرن العشرين بالأبيض والأسود، وبدون أية رتوشات. 
يتعرف القارئ على اللحظة الأولى التي يرى فيها بابا شريف، المناضل القومي 
والده في سجن عاليه، ثم معلقاً على أخشاب المشانق في بيروت بأمر من جمال باشا السفاح 
ويعيش مقاومة البطل القومي يوسف العظمة في سوريا ويكتشف لورانس العرب والأمير فيصل وأللنبي والأمير عبد القادر الحفيد 
وغيرهم ممن صنعوا عصراً بكامله كانت رهاناته دولية أكثر منها عربية. 
وتصبح سيمفونية "رماد الشرق" التي يعرضها جاز في أوبرا بروكلين 
هي رهانه وهي وسيلته للإنتصار للحياة ولإستعادة تاريخ جدّ لم يكن في النهاية إلا وسيلته لكشف المآلات التي وصل إليها الوطن العربي اليوم. 
"رماد الشرق" رواية ملحمية تستعيد قرناً من الحياة العربية من خلال حيوانات متضاربة لأناس بسطاء 
لا يستطيع التاريخ قولها، وحدها الرواية بإمكانها إختراق أسرارها 
لا يمكن فهم ما يحدث اليوم من ثورات دموية وإنتفاضات إلا داخل هذا الغليان الذي أشعل القرن العشرين مخلفاً وراءه تمزقات تراجيدية، ترابية وإثنية ودينية 
من الصعب رتقها بالوسائل التقليدية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.