بقلم: أنيس منصور
1 نوفمبر 2009
كان يوقع مقالاته التي تنشرها أخبار اليوم بالحرفين م. م… وكنت أضحك وأقول إما أن تكون ماري منيب.. أو مارلين مونرو.. وكنت أندهش كيف أن عالما يكتب بهذه السلاسة والجمال ثم لا يذكرون اسمه.
وكان مصطفي محمود.. يرحمه الله.
فقد أوتي علما غزيرا.. وأسلوبا بليغا.. فإذا كتب في الطب فهو أديب جميل العبارة.. وإذا كتب في الأدب فهو سريع قاطع العبارة.. إنه أبو حيان التوحيدي الجديد.. فيلسوف الأدباء.. وأديب الفلاسفة.
وكان مصطفي محمود قد اختار لنفسه مجلات واسعة في الطب والكيمياء والفلك.. وكان يستعين بالصورة الجميلة في برنامج العلم والإيمان.. أو العلم يهدي إلي الإيمان.. أو الإيمان علي أساس علمي.
وكان مصطفي محمود مجتهدا.. وكان اجتهاده يضايق رجال الدين.. مع أنه كان يلمس الدين لمسا رقيقا ثم لمسا عميقا.. ثم لمسا شديدا.. وحار الناس في علمه وفي إيمانه.. ووجد نفسه مفصولا من عمله لأنه كافر.
وفي الوقت نفسه فصلت أنا أيضا من عملي.
وقبل ذلك التقينا فوق السطوح في حفل زفاف ابن بواب مكتبة الجامعة.. وهو يغني لكارم محمود وأنا أغني لعبد الوهاب.
وبعد سنوات التقينا مرة أ خري في مكتب د. عبد القادر حاتم, وقال لنا: السيد الرئيس يأمر بالعودة إلي الكتابة!
ولم يقل لنا لماذا فصلنا من العمل.. ولماذا عدنا! إنه آخر لقاء بيننا.. وكانت تهمته: الكفر بالدين.. وأنا بالسيد الرئيس!
يرحم الله د. مصطفي محمود طبيب الأدباء.. وأديب الأطباء!
1 نوفمبر 2009
كان يوقع مقالاته التي تنشرها أخبار اليوم بالحرفين م. م… وكنت أضحك وأقول إما أن تكون ماري منيب.. أو مارلين مونرو.. وكنت أندهش كيف أن عالما يكتب بهذه السلاسة والجمال ثم لا يذكرون اسمه.
وكان مصطفي محمود.. يرحمه الله.
فقد أوتي علما غزيرا.. وأسلوبا بليغا.. فإذا كتب في الطب فهو أديب جميل العبارة.. وإذا كتب في الأدب فهو سريع قاطع العبارة.. إنه أبو حيان التوحيدي الجديد.. فيلسوف الأدباء.. وأديب الفلاسفة.
وكان مصطفي محمود قد اختار لنفسه مجلات واسعة في الطب والكيمياء والفلك.. وكان يستعين بالصورة الجميلة في برنامج العلم والإيمان.. أو العلم يهدي إلي الإيمان.. أو الإيمان علي أساس علمي.
وكان مصطفي محمود مجتهدا.. وكان اجتهاده يضايق رجال الدين.. مع أنه كان يلمس الدين لمسا رقيقا ثم لمسا عميقا.. ثم لمسا شديدا.. وحار الناس في علمه وفي إيمانه.. ووجد نفسه مفصولا من عمله لأنه كافر.
وفي الوقت نفسه فصلت أنا أيضا من عملي.
وقبل ذلك التقينا فوق السطوح في حفل زفاف ابن بواب مكتبة الجامعة.. وهو يغني لكارم محمود وأنا أغني لعبد الوهاب.
وبعد سنوات التقينا مرة أ خري في مكتب د. عبد القادر حاتم, وقال لنا: السيد الرئيس يأمر بالعودة إلي الكتابة!
ولم يقل لنا لماذا فصلنا من العمل.. ولماذا عدنا! إنه آخر لقاء بيننا.. وكانت تهمته: الكفر بالدين.. وأنا بالسيد الرئيس!
يرحم الله د. مصطفي محمود طبيب الأدباء.. وأديب الأطباء!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق